العملات الرقمية المشفرة هي عملات ليس لها أي وجود مادي فهي عبارة عن عملة رقمية Digital Currency وهي موجودة على هيئة كودات Cods ويتم تداولها واستخدامها فقط عبر شبكات الإنترنت. وهذا النوع من العملات معظمه يكون من العملات المشفرة Crypto-Currency وسُميت بالمشفرة لأن عمليات التداول بها قائمة على نظام تشفير وحماية يُسمى Crypto-Graphy وهذا النظام يستخدم أكواد معينة مما يجعل جميع البيانات مشفرة عن الجميع بتشفير عالٍ فهي تخضع لنظام تشفير دقيق يمنع أي محاولة للتزوير أو التزييف.
والتشفير Cryptograghy يُستخدم لحماية المتداولين والمستخدمين لنُظم العملات الرقمية وحماية بياناتهم؛ وتداول العملة يكون عن طريق شبكة عالمية عبر الإنترنت ولكن بطريقة مميزة تُسمى Peer-to- Peer network أي الند بالند. والند بالند هذا قائم على مشاركة البيانات أو الملفات بين المستخدمين والمتداولين على الإنترنت بدون أي وسيط؛ وهذا هو الاختلاف الجوهري بين العملات المادية الملموسة Physical Currency كالدولار واليورو وغيره من العملات الملموسة التي تختلف عن العملات الرقمية المشفرة في أن لها سلطة مركزية مسؤولة عنها وبنوك وحكومات ودول بينما العملات الرقمية المشفرة ليست كذلك.
وتتميز العملات الرقمية المشفرة أنها عملات لا مركزية Decentralized وبذلك تستطيع تبادلها عن طريق شبكة الإنترنت مع أي أحد في أي مكان على مستوى العالم؛ وهذا النظام غير معتمد أو مرتبط بسلطة أو حكومة أو دول قائمة عليه أو هيئات تنفيذية أو رقابية فكل هذا لا يوجد ضمن نظام عمل العملات الرقمية المشفرة. بل الأكثر من ذلك أن لا مركزيتها كان هدفًا في حد ذاته وكان القصد من ورائه هو تكوين نظام عالمي يُشارك فيه أشخاص من مختلف دول العالم يستطيعوا تبادل وتداول العملات والمعاملات بدون أي سلطة مركزية تتحكم أو تتلاعب بقيمة العملة.
ومن أولى العملات التي ظهرت مشفرة كانت عملة البيتكوين Bitcoin؛ بالطبع سبق البيتكوين كثير من محاولات إطلاق عملات رقمية مشفرة لكن البيتكوين هي التجربة الناجحة التي ظهرت للعَيان.
البيتكوين هي أكثر العملات الرقمية المشفرة انتشارًا ورواجًا عبر شبكات الإنترنت بين المتداولين والتي يصل سعر البيتكوين الواحد لنحو عشرة آلاف دولار أمريكي. ففي عام 2009 طرح شخصٌ مجهول الهوية يُطلق على نفسه Satoshi Nakamoto فكرة البيتكوين وأصدر برنامج لإنتاج هذه العملة؛ ولا يُعلم حتى الآن أن كان Nakamoto هذا رجلًا أم امرأة أم مجموعة أشخاص أم فريق عمل غير معروف ذلك. وتستمد هذه العملة قوتها من كونها محدودة فلا يوجد منها إلا 21 مليون عملة وسينتهي عملية إنتاج البيتكوين بحلول عام 2140.. فكيف يتم إنتاج عملات البيتكوين؟
أساس الحصول على عملات Bitcoins والطريقة الوحيدة التي يتم طرح بها Bitcoins جديدة في السوق هي عملية التعدين Mining، والقائمون على هذه العملية يُدعون المعدنون Miners.
عملية التعدين في عالم العملات الرقمية المشفرة هي عملية حل معادلات رياضية في غاية التعقيد على مواقع استخراج البيتكوين ولكن هذه العمليات من شدة تعقيدها قد تستغرق من الحاسوب العادي 2 مليون سنة، لذلك يلجأ المعدنون لاستخدام أجهزة حواسيب ضخمة مخصصة لعملية التعدين.
يعتمد عمل العملات الرقمية المشفرة على نظام مستحدث عالٍ في الدقة والأمان ألا وهو نظام Block Chain، وهو عبارة عن مكعبات Blocks مرتبطة ببعضها البعض كسلسلة بترتيب معين وكل Blocks منها يحمل قدرًا من البيانات. وكل الحواسيب التي تستعمل هذا النظام يكون بها نفس هذه المكعبات بنفس الترتيب وبنفس البيانات، وأي عملية تحديث تحدث تسجل في كل نفس اللحظة على كل هذه الحواسيب؛ لذلك يُعتبر أي رجوع في أي عملية بعد تأكيدها صعب للغاية لوجود ملايين الحواسيب التي تشهد ما حدث من عملية تداول في نفس اللحظة، كذلك صعب للغاية حدوث تزوير أو محاولة نصب في مثل هذا النظام مما يضمن معدلات أمان عالية.
وهؤلاء الذين يقومون على تحديث بيانات Block Chain بالملايين من جميع أنحاء العالم وذلك لتأكيد وتسجيل كل عملية ولتحديث سجلات Block Chain؛ ولذلك كان حتمًا وجود عائد مادي يُغطي تكاليف عمل المعدنين ويحثهم على الاستمرار في هذا العمل فكان العائد هو Bitcoin وكانت هذه العملية هي عملية التعدين التي يتم بها طرح عملات جديدة في سوق التداول. وللحصول على هذه المكافأة من Bitcoins يجب على المعدن مراجعة وتسجيل حجم معين من عمليات التداول وحل مسائل حسابية صعبة كما ذكرنا آنفًا وتحتاج لحواسيب قوية للمساعدة على حل هذه المعادلات؛ ومن يقومك بحل هذه المعادلات يُسمح له بوضع Block جديد في Block Chain وتقيد له مكافأة من Bitcoin.
وتقنيةBlock chain تجعل مستوى الأمان عالي في تداول العملات الرقمية المشفرة وهذا ما يدفع الكثير للإقبال على التداول في هذه العملة وبالإضافة إلى ميزة سرعة التحويل وسرية بيانات عملية التداول وكذلك لعدم وجود شخص وسيط مما يعني توفير العمولة.
