تُعتبر المقالات من الفنون التي لم تندثر على منذُ نشأتها من قديم الأزل، فلم تخفت شمسها رغم خفوت تداول الصحف الورقية واستبدالها بالصحف والمواقع الإلكترونية بل على العكس من ذلك فإن هذا الفن في تطورٍ وازدهارٍ مستمر؛ يرجع عدم اندثار فن الكتابة- لاسيما كتابة المقالات منها- إلى رواج الكتابة ومناقشة القضايا المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي وكذا على المواقع والمدونات. فهناك العديد من المقالات التي تُكتب يوميًا على تلكُم المواقع وتُعد بعشرات الآلاف.
ففي وسط هذا الزخم والكثافة الكتابية فإن احتمال قراءة مقالك- بالنسبة التي ترجوها- بين كل هذه المقالات ضئيل جدًا. ففي عالم الإنترنت تقوم محركات البحث والجمهور أيضًا بتقييم وتصنيف المقالات الجيدة؛ فإن كنت حريص على احتواء مقالك للعناصر التي تجعل منه مقالًا رائجًا وسط جموع المقالات ومقبولًا لدى جمهورك وذلك بمعنى أن يكون مقالًا احترافيًا فسيقع على عاتقك مهمة أن تجعل من مقالك مقالًا احترافيًا يُقنع الزوار والقراء وينال إعجابهم.
فلكي تصل بمستوى مقالك إلى أن يكون مقالًا احترافيًا يفترض عليك القيام ببعض الخطوات المهمة:
تُعد أصعب خطوات الطريق هي أول خطوة؛ وأول لبنة في بناء مقال احترافي هو اختيار فكرة(موضوع) المقال، ففكرة المقال وموضوعه هو الأساس الذي سيحدد مدى نجاح المقال؛ وتحديد فكرة الموضوع تتوقف على معرفتك عن ماذا ستكتب؟ ولمن ستكتب(الفئة المستهدفة)؟ ثم التفكير في موضوع خارج الصندوق لم يُقتل بحثًا وكتابةً من قبل. وبالتركيز على هذه العناصر ستتولد عندك فكرة فريدة تلائم جمهورك وتكون غير تقليدية.
وهناك بعض العوامل المُعينة على اختيار فكرة المقال الاحترافي:
وبعد القراءة والاطلاع يمكنك القيام بالعصف الذهني إلى أن يُهدى عقلك إلى موضوع جذاب؛ فبفطنتك ومهارتك من الممكن أن تحول كل ذلك إلى قاعدة ببيانات من الأفكار التي ستخدمك عند كتابة محتوى مقالك.
ثم نأتي للمرحلة التالية ألا وهي اختيار العنوان. يُعد اختيار العنوان من الخطوات المهمة للغاية في كتابة المقال الاحترافي فالعنوان هو الذي يجذب أو يصرف عنك المتابعين والجمهور. ذلك لأن العنوان هو أول ما يظهر للباحثين في Google عن شيء يخص موضوعك وعلى هذا الأساس يُقرر الباحث الدخول لموضوعك أو لا؛ وبذلك تحتاج اختيار عنوان مُلفت لجمهور المتابعين.
والآن من المفترض أنك حددت نوع مقالك والشروط الواجب توافرها في بناء هذا المقال حتى يكون مُتقنًا واحترافيًا.
ثم يحين وقت إنشاء هيكل المقال ألا وهو عمل خريطة تفصيلية لعناصر وأفكار المقال. فبعد أن تُهدى إلى الفكرة الأساسية لمقالك فإنه يجيء دور كتابة خريطة أو مخطط تفصيلي لما يُفترض أن يحتويه مقالك من عناصر. وخطوة التخطيط هذه مهمة للغاية هي الأخرى وذلك لما سيترتب عليها من توجيه للمسيرة المقال؛ فإذا كانت التخطيط هذا محكم ومتسلسل تسلسلًا منطقيًا يتميز بالترابط فسيؤدي بك إلى مقال احترافي من الطراز الأول. وقبل شروعك في وضع خريطة سير المقال يجب عليك تحديد ما الذي تود إيصاله للقارئ وما الغاية النهاية التي تريدها أن تصل إلى جمهورك قراء هذا المقال. لذلك فعند وضع مخططك يجب أن تختار عناصر للمقال تخدم الهدف العام الذي تريده، ودع عنك من التشتت فتخلص من الأفكار التي لا تتناسب مع هدفك.
وتبدأ تخطيطك بتحديد الفكرة العامة للمقال ثم المقدمة والأفكار الفرعية ثم في النهاية الخاتمة. ولا ريب أنك ستبدأ في تحديد عناصر كل جزء من هذه الأجزاء.
المقدمة هي مرآة المقال وتُعد من أهم عناصر المقال الاحترافي فإما أن تكسب بها جمهور، أو تخسر بها الجمهور. لذا فيجب أن تحتوي المقدمة على أفكارك المسرودة في بنية المقال لكن بشكل موجز وبعبارات واضحة غير غامضة ويُحبذ لو كانت المقدمة في شكل سرد قصصي.
وعند الانتهاء من المقدمة ستحول الأفكار الفرعية إلى فقرات متصلة متسلسلة في مقالك. ثم ستبدأ في طيات هذه الفقرات أن تسرد ما تم التقديم له من معلومات؛ وكما تم تحديد الفكرة الرئيسية والهدف الرئيس يجب تحديد الفكرة والهدف من كل فقرة، وكل فكرة يجب أن تكون متناسقة مع ما يليها منسجمة معها.
لا تقل الخاتمة أهمية عن سابقيها، فيها يتم تلخيص كل ما تم ذكره في المقال ولا يُحبذ أن يطرح فيها أي أفكار جديدة، وأن تكون قصيرة وموجزة.
والخطوة الأخيرة في كتابة مقالًا احترافيًا هي مراجعة المقال مراجعة دقيقة وتحريره من الأخطاء وإضافة اللمسات الأخيرة عليه.
وبإتباع هذه الخطوات- على بساطتها- تستطيع أن تنتج مقالًا احترافيًا في غاية التميز والإتقان.
